الحَـقِـيـقَـةُ اللَّعِـيـنَـةُ !!

مِـن رَسَـائِـلِ كِتَـابِـي ( احْتِـرَاقُ الشُّمُـوع )

......

ـ التَّارِيخ:

فِي سَـاعَـةِ السَّحَـر:17 / 5 / 2014

...........................................

^ ــ الحَـقِـيـقَـةُ اللَّعِـيـنَـةُ !!

......

لِمَـاذَا ؟!!؛لِمَـاذَا ؟!!؛لِمَـاذَا أَنـَا ؟!!؛ظَـنَنْتُهَـا الحَقِيقَةَ المُقَدَّسَـة !!؛فَـإِذَا بـِهَـا

الحَقِيقَـةُ المُـدَنـَّسَـة !!؛كَانـَت مَـلاَكَـاً !!؛فَـأَضْحَت لَـعْـنَـةً وَهَـلاَكَـاً !!

لَقَد كُنْتُ أَعِيشُ فِي عُـزْلَتِي وَحْـدِي بَينَ كُتُبِي وَأَشْعَـارِي وَقَصَـائِدِي؛

أُفَكِّـرُ فِيمَـا أَنـَا بِسَبِيلِهِ مِنَ انـْتِصَارَاتٍ فِي دُنـْيَـا الفِكْـرِ وَالقَلَمِ؛كُنْتُ قَـد تـَرَكْتُ دُنـْيَـا

العُشَّـاقِ وَقُلْتُ لِهَذِهِ الـدُّنـْـيَـا:(( وَدَاعَـاً !! ))؛تـَاللهِ مَا دَارَ بِخَلَدِي أَبـَدَاً أَنـَّنِي قَـد أَقَعُ فِي

الحُبِّ وَالهَوَى !!؛وَكَانَ مَا كَان !!؛وَقُضِىَ الأَمْـرُ الَّذِي فِيهِ تَسْـتَـفْتِيَـان

!!؛صَمْتٌ؛فَكَلِمَةٌ؛فَصِدْقٌ؛فَـأَنـَّةٌ؛فَوَجَعٌ؛فَمَا دَرِيتُ بِنَفْسِي

إِلاَّ وَقَـد اجْتَاحَنِي إِعْصَـارُ العِشْقِ !!

نـَعَم !!؛نـَعَم أَحْبَبْتُهَـا !!؛أَحْبَبْتُهَـا حُـبَّـاً اسْتَعْبَدَ عَقْلِي وَنـَفْسِي وَرُوحِي

وَمَشَـاعِرِي !!؛وَدَارَت بِىَ الدُّنـْيَـا دَوْرَتـَهَـا !!؛فَتَحَوَّلَ الكُفْـرُ إِلَى إِيمَـان !!؛

وَيـْكَأَنَّ الـدُّنـْيَـا أَرَادَت أَن تُصَالِحَنِي بَعْدَ كُلِّ مَا أَجْرَمَت فِي حَقِّي بِلاَ ذَنـْبٍ أَوْ

جَـرِيـرَةٍ؛فَمَا كَانَت المُكَافَأَةُ وَحَسْب !!؛بـَل كَانَ الفَضْلُ وَالإِحْسَـان !!

نـَعَم !!؛هَكَـذَا خَيَّلَت لِي أَعْصَابِي المَرِيضَةُ أَنـَّنِي أَحْيَـا قِصَّـةً حَقِيقِيَّـةً

شَـرِيفَةً !!؛وَحَالَت هَذِهِ الأَعْصَابُ القَلِقَةُ المُضْطَرِبـَةُ بـَيْنِي وَيـَينَ رُؤْيـَةِ الوَهْمِ الَّذِي يُحِيطُ

بِهَذِهِ الحَقِيقَةِ المُتَخَيَّـلَةِ؛وَحَجَبَنِي خَيَالِي المُعْتَلُّ عَن تَسْمُّعِ ذَلِكَ الدَّبِيبِ الخَفِيِّ لِرِيحِ

الكَذِبِ وَالنِّفَاقِ وَالغَدْرِ وَهِىَ تَعْمَلُ عَمَلَهَا فِي قَهْـرِ مَـا

تـَبَقَّى لِي مِن إِرَادَةٍ وَمِن رُوحِ الحَيَاة !!

نَعَم !!؛غَفَلْتُ عَن كُلِّ ذَلِكَ !!؛بـَل قُـل:إِنـَّنِي قَـد تَغَافَلْتُ !!؛لأَنـَّهُ

لِلْحُبِّ لُغَـةٌ تـَتَهَاوَى أَمَامَهَا طَرَائِقُ المَنْطِقِ وَأَسَالِيبُ العُقُـول !!؛وَيـَأْتِي عَالَمُ الخَيَالِ

الـنَّبِيلِ لِيَأْمُـرَ الضَّمِيـرَ بِأَن يَطْرُدَ مِن دَائِرَةِ الوَعْيِ كَآفَّـةَ الشُّكُوكِ الَّتِي

تـُنَاقِشُهَـا القُـوَّةُ العَاقِلَـةُ !!

وَتـَكِـرُّ الأَيـَّامُ؛وَتَمْضِي اللَّيَـالِي؛وَأَنـَا أَنْـظُـرُ لِجَسَدِي وَهُوَ يَذُوبَ أَمَامَ

نـَاظِرَىَّ وَمَا مِن سَبِيلٍ عِنْدِي لِدَفْعِ آهَاتِ الوَجَع !!؛نَعَم !!؛لَقَد كُنْتُ أَتـَوَجَّعُ وَيُؤْلِمُنِي قَلْبِي

فِي كُلِّ حَالَةٍ مِن حَالاَتِ المَشَاهِدِ مَعَهَـا !!؛حَتـَّى وَالَّذِي لاَ إِلَهَ سِوَاه !!؛لَقَد كُنْتُ أَضَعُ

رَاحَتِي عَلَى قَلْبِي مَخَافَةَ أَن يَتَوَقَّفَ مِن فَـرْطِ مَا بِهِ مِن مُعَانـَاةٍ !!؛إِذَا تَكَلَّمْتُ مَعَهَا كَلاَمَ

الحُبِّ وَالهَوَى شَعُرْتُ بِالرَّجْفَةِ وَهِىَ تَجْتَاحُنِي !!؛وَإِذَا تَعَاتَبْنَا؛ثـُمَّ تَغَاضَبْنَا؛تـَرَكْتُهَا فِي

هَيْئَةِ المُتَجَلَّدِ؛فَإِذَا مَا جَلَسْتُ وَحْدِي أَخَذْتُ أُنـْصِتُ لِوَقْعِ أَقْدَامِ الزَّلْزَلَةِ وَهِىَ تَغْتَالُنِي

!!؛كُنْتُ فِي كُلِّ أَحْوَالِي مَعَهَا أَحْيَـا بـَينَ الأَلَمِ وَالحُـزْنِ وَالحَسْـرَةِ !!؛وَبـِرَغْمِ مَا قَـد كَانَ

مِن مَظَاهِـرِ مِحْنَتِي مَعَهَـا؛فَـإِنـِّي كُنْتُ بـِهَـا جِـدُّ رَاضٍ؛بـَل تَاللهِ لَقَد كُنْتُ مِن أَسْعَدِ

الخَلْقِ قَاطِبَةً !!؛وَلَكِن شَتَّـانَ مَا بَينَ مِحْنَـةِ المُحِبِّ بِمَا يُلاَقِيهِ مِن عَذَابٍ مَعَ حَبِيبِهِ الَّذِي

لاَ يَهْوَى سِـوَاه؛وَبَينَ مِحْنَـةِ الغَـدْرِ حِينَمَـا يـُوقِـنُ العَاشِقُ بـِأَنـَّهُ كَانَ مَحْضَ تـَجْـرِبـَةٍ مِـن

قِـبَـلِ فَتَـاةٍ طَـائـِشَـةٍ أَقْدَمَت عَلَى أَدِيبٍ عَلِمَت أَنَّ لَهُ مِن عِـزَّةِ النَّفْسِ وَكِبْـرِيـَاءِ الـرُّوحِ

مـَا يُعَانِقُ النُّسُورَ فِي جَـوِّ السَّمَـاءِ؛ فَاتـَّخَـذَتـْهُ غَـرَضَـاً لِسِهَـامِهَـا؛حَـتَّى إِذَا مَـا اغْتَصَبَت

مِن كِبْـرِيـَاءِهِ وَغَـالَت مِـن

عِـزَّتِهِ مَـا أَشْبَعَ غُـرُورَهَـا؛انـْسَحَبَت مِـن عَـوَالِمِـهِ بـَعْـدَ أَن أَفْسَـدَتـْهَـا !!

نـَعَـم !!؛هَكَـذَا كُنْتُ مَعَهَـا !!؛وَهَكَـذَا أَحْبَبْـتُهَا !!؛وَفِـي نِهَـايـَةِ الأَمْـرِ

كَانـَت المَأْسَـاة !!...؛وَهَكَـذَا يـَتَهَـاوَى الـرَّجُـل !! .‏